الفصـل الثـاني
قواعد في صفات الله تعالى
القاعدة الرابعة :-
الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال
[المتن ] الجزء الاول :-
قال المؤلف رحمه الله:-
((الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال فكلما كثرت وتنوعت دلالاتها ظهر من كمال الموصوف بها ماهو أكثر ولهذا الصفات الثبوتية التي أخبر بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم)).
🔴الشرح:-
قال الشيخ عبيد حفظه الله
في فتح العلي
ص١٢٤-١٢٥:-
<<هذه القاعدة الرابعة تتضمن بياناً لكمال الصفات الثبوتية حال وردها متعددة أو منفردة ، فهذه الصفات الثبوتية كلما كثرت وتنوعت ظهر من كمال الموصوف ، فوق مالو كانت الصفة منفردة، فعلى سبيل المثال: لوقلنا عمر بن الخطاب خليفة ،راشد، عادل ،فقيه، قوي،شجاع، فهذه الصفات تعطي كمالاً متعدداً بتعدد هذه الأوصاف ، بخلاف مالو قلت : عمر بن الخطاب خليفة، يعرف الناس أنه خليفة لكن حينما تريد أن تظهر مزايا أكثر ومتنوعة لهذا الخليفة- رضي الله عنه وأرضاه- فإنك تزيد في الوصف ، وكذلك لو قلت في رجلٍ من الناس، بكر قوي، عرف الناس أنك وصفته بالقوة فإذا انضاف الى ذلك قولك : ذكي ، حكيمُ، خلوق، وفيٌ، تنوعت كمالات هذا الموصوف ، والله سبحانه وتعالى أعلى وأجل.
تابع شرح قاعدة رابعه
الجزء الاول من المتن:-
فالصفات الثبوتية للرب جلَّ وعلا أكثر بكثير من الصفات السلبية ، وقد يجمع الرب سبحانه وتعالى بين وصفين أو ثلاثة ، والمتأمل والمتدبر للقرءان يظهر له كمالات للرب سبحانه وتعالى، متعددة ، وهو سبحانه وتعالى فوق مايصفه الواصفون. فقوله جل وعلا
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} الانسان٣٠،
هذه الآية تضمنت وصف الله بالمشيئة الكاملة، ووصفه بالحكمة الكاملة، ووصفه بالعلم الكامل ، فظهر لك من هذا أن
🔹مشيئته سبحانه وتعالى مقترنه بعلمه وحكمته🔹.>>.
[المتن]
الجزء الثاني والاخير
من القاعدة الرابعه للصفات:-
قال المؤلف رحمه الله :-
(( أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً الا في الاحوال التالية:-
🔹الأولى/:-
بيان عموم كماله ، كما في قوله تعالى :{{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ }} الشورى١١ ، {{ وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدُ}} الاخلاص٤ .
🔹الثانية/:-
نفي مأدعاه في حقه الكاذبون كما في قوله{{ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا()وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا()}}مريم ٩٢-٩٣ .
🔹الثالثة/:-
دفع تَوَهُّم نَقْصٍ من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين كمافي قوله {{
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}} الأنبياء ١٦.
وقوله {{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}} ق ٣٨.))
🔴الشرح:-
قال الشيخ عبيد حفظه الله في اافتح العلي ص١٢٦-١٢٧:-
<< وأقول : خلص المصنف - رحمه الله تعالى- بعد أن قرر أن الصفات الثبوتية لله عز وجل أكثر بكثير من الصفات السلبية وعلم من تقريره هذا-رحمه الله -، قلة الصفات السلبية إلى أن نفي الصفات السلبية يكون غالباً في ثلاثة أحوال:
الحالة الاولى/:-
عموم كمال الرب جل وعلا ، وهذا من أدلته {{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}} أي لا أحد يكافئه سبحانه وتعالى ، لا في أسمائه، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، غني سبحانه وتعالى لا شريك له.
والحال الثانية/:-
نفي ماادعاه الكاذبون ، فالنصارى قالت: المسيح ابن الله ، واليهود : العزير ابن الله ، وقالت مشركة العرب: الملائكة بنات الله ، فهذه الطوائف الثلاث كلها متفقة على دعوى الولد لله عز وجل كذباً وزوراً، وافتراءً على الله عز وجل ، فبماذا رد الرب جلً وعلا عليهم؟ قال{{ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا()وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا()}}مريم
ومثل هذا قوله تعالى
{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي ، فقوله : لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أُولد ولم يكن لي كفواً أحد]] البخاري ٤٦٩٠.
تابع شرح جزء الثاني من المتن :-
والحال الثالثة/:-
نفي مايتوهمه المتوهمون من نقص كماله سبحانه وتعالى في أمر من الامور ، مثال ذلك: خلق السموات والأرض ، فإذا توهم أحد أن الله عز وجل لم يخلق السموات والأرض لحكمة أو ظن أن الله تعالى وتقدس عما يقول في حقه الظالمون ، أراد من هذا اللهو و إلا فلماذا خلقهما؟ فيقرع سمعه بهذه الآية التي رد الله بها{{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}}، فهو خلقها لحكمة وليست عبثاً ولا لهواً ، فالله سبحانه وتعالى غنيٌ عن جميع مافي الكون من سمائه وأرضه وملائكته وإنسه وجنه ودوابه هو غني سبحانه وتعالى ، لكن خلق هذا الخلق لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وفي قوله تعالى{{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}} ق ٣٨.)) ، دفع مايتوهمه المتوهمون من لحوق التعب بالرب جل وعلا من خلقها كما تتضمن إثبات كمال قدرته وعظمته >>.
انتهت القاعدة الرابعة