الجمعة، 11 مارس 2016

القاعدة الرابعة الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال

الفصـل الثـاني 
قواعد في صفات الله تعالى

القاعدة الرابعة :-

الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال

[المتن ] الجزء الاول :-

قال المؤلف رحمه الله:-

((الصفات الثبوتية صفات مدح وكمال فكلما كثرت وتنوعت دلالاتها ظهر من كمال الموصوف بها ماهو أكثر ولهذا الصفات الثبوتية التي أخبر بها عن نفسه أكثر بكثير من الصفات السلبية، كما هو معلوم)).

🔴الشرح:-
       
     قال الشيخ عبيد حفظه الله
           في فتح العلي 
         ص١٢٤-١٢٥:-

<<هذه القاعدة الرابعة تتضمن بياناً لكمال الصفات الثبوتية حال وردها متعددة أو منفردة ، فهذه الصفات الثبوتية كلما كثرت وتنوعت ظهر من كمال الموصوف ، فوق مالو كانت الصفة منفردة، فعلى سبيل المثال: لوقلنا عمر بن الخطاب خليفة ،راشد، عادل ،فقيه، قوي،شجاع، فهذه الصفات تعطي كمالاً متعدداً بتعدد هذه الأوصاف ، بخلاف مالو قلت : عمر بن الخطاب خليفة، يعرف الناس أنه خليفة لكن حينما تريد أن تظهر مزايا أكثر ومتنوعة لهذا الخليفة- رضي الله عنه وأرضاه- فإنك تزيد في الوصف ، وكذلك لو قلت في رجلٍ من الناس، بكر قوي، عرف الناس أنك وصفته بالقوة فإذا انضاف الى ذلك قولك : ذكي ، حكيمُ، خلوق، وفيٌ، تنوعت كمالات هذا الموصوف ، والله سبحانه وتعالى أعلى وأجل.
تابع شرح قاعدة رابعه 

الجزء الاول من المتن:-

فالصفات الثبوتية للرب جلَّ وعلا أكثر بكثير من الصفات السلبية ، وقد يجمع الرب سبحانه وتعالى بين وصفين أو ثلاثة ، والمتأمل والمتدبر للقرءان يظهر له كمالات للرب سبحانه وتعالى، متعددة ، وهو سبحانه وتعالى فوق مايصفه الواصفون. فقوله جل وعلا
{ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَن يَشَاءَ اللهُ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} الانسان٣٠، 

هذه الآية تضمنت وصف الله بالمشيئة الكاملة، ووصفه بالحكمة الكاملة، ووصفه بالعلم الكامل ، فظهر لك من هذا أن 
🔹مشيئته سبحانه وتعالى مقترنه بعلمه وحكمته🔹.>>.

[المتن] 
       الجزء الثاني والاخير 
    من القاعدة الرابعه للصفات:-

قال المؤلف رحمه الله :-
(( أما الصفات السلبية فلم تذكر غالباً الا في الاحوال التالية:-

🔹الأولى/:-
بيان عموم كماله ، كما في قوله تعالى :{{ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَئٌ }} الشورى١١ ، {{ وَلَمْ يَكُن لَهُ كُفُواً أحَدُ}} الاخلاص٤ .

🔹الثانية/:- 
نفي مأدعاه في حقه الكاذبون كما في قوله{{ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا()وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا()}}مريم ٩٢-٩٣ .

🔹الثالثة/:- 
دفع تَوَهُّم نَقْصٍ من كماله فيما يتعلق بهذا الأمر المعين كمافي قوله {{ 
وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}} الأنبياء ١٦.
 وقوله {{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}} ق ٣٨.))

🔴الشرح:-
قال الشيخ عبيد حفظه الله في اافتح العلي ص١٢٦-١٢٧:-
<< وأقول : خلص المصنف - رحمه الله تعالى- بعد أن قرر أن الصفات الثبوتية لله عز وجل أكثر بكثير من الصفات السلبية وعلم من تقريره هذا-رحمه الله -، قلة الصفات السلبية إلى أن نفي الصفات السلبية يكون غالباً في ثلاثة أحوال:

الحالة الاولى/:-
 عموم كمال الرب جل وعلا ، وهذا من أدلته {{ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}} أي لا أحد يكافئه سبحانه وتعالى ، لا في أسمائه، ولا في صفاته ، ولا في أفعاله ، غني سبحانه وتعالى لا شريك له.

والحال الثانية/:- 
نفي ماادعاه الكاذبون ، فالنصارى قالت: المسيح ابن الله ، واليهود : العزير ابن الله ، وقالت مشركة العرب: الملائكة بنات الله ، فهذه الطوائف الثلاث كلها متفقة على دعوى الولد لله عز وجل كذباً وزوراً، وافتراءً على الله عز وجل ، فبماذا رد الرب جلً وعلا عليهم؟ قال{{ أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا()وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا()}}مريم 
ومثل هذا قوله تعالى
{ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ}.
وأخرج البخاري عن أبي هريرة-رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
[ قال الله: كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك، وشتمني ولم يكن له ذلك، فأما تكذيبه إياي ، فقوله : لن يعيدني كما بدأني، وليس أول الخلق بأهون من إعادته، وأما شتمه إياي فقوله: اتخذ الله ولداً، وأنا الأحد الصمد، لم ألد ولم أُولد ولم يكن لي كفواً أحد]] البخاري ٤٦٩٠.

تابع شرح جزء الثاني من المتن :-

والحال الثالثة/:- 
نفي مايتوهمه المتوهمون من نقص كماله سبحانه وتعالى في أمر من الامور ، مثال ذلك: خلق السموات والأرض ، فإذا توهم أحد أن الله عز وجل لم يخلق السموات والأرض لحكمة أو ظن أن الله تعالى وتقدس عما يقول في حقه الظالمون ، أراد من هذا اللهو و إلا فلماذا خلقهما؟ فيقرع سمعه بهذه الآية التي رد الله بها{{ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ}}، فهو خلقها لحكمة وليست عبثاً ولا لهواً ، فالله سبحانه وتعالى غنيٌ عن جميع مافي الكون من سمائه وأرضه وملائكته وإنسه وجنه ودوابه هو غني سبحانه وتعالى ، لكن خلق هذا الخلق لحكمة علمها من علمها وجهلها من جهلها وفي قوله تعالى{{وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ}} ق ٣٨.)) ، دفع مايتوهمه المتوهمون من لحوق التعب بالرب جل وعلا من خلقها كما تتضمن إثبات كمال قدرته وعظمته >>. 

   انتهت القاعدة الرابعة

أسئلة حول القاعدة الرابعة من صفات الله تعالى

🔴فائدة🔴

أسئلة  حول القاعدة الرابعة 
    من صفات الله تعالى 

س1: 
      ما هي رابعة القواعد في 
      صفات الله تعالى؟

ج1:
     الصفات الثبوتية صفات مدح 
      وكمال.

س2:
       كيف تكون صفات مدح    
       وكمال؟

ج2:
      كلما كثرت وتنوعت دلالتها ظهر 
      من كمال الموصوف بها ما هو   
      أكثر.

س3؛
    هل الصفات الثبوتية أكثر أم 
    الصفات السلبية ؟

ج3:
      الصفات الثبوتية أكثر من 
      الصفات السلبية بكثير لأنها 
       تدل على المدح ولأن الصفات 
      السلبية لم تذكر غالبًا إلا في 
      بعض الأحوال. 

س4:
      هل تذكر الصفات السلبية 
      مطلقة؟

ج4:
      تذكر الصفات السلبية غالباً 
      في أحوال معينة.

س5:
      ما هي الأحوال التي ذكرت 
      فيها الصفات السلبية؟

ج5:
 أولًا: 
    في بيان عموم كماله سبحانه    
    وتعالى كما في قوله تعالى: 
    ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ 
    السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ الشورى: 11

ثانيًا: 
    نفي ما ادعاه في حقه الكاذبون 
    قال تعالى: 
   ﴿أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا * وَمَا 
     يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا ﴾ 
     مريم: 91 – 92

ثالثًا: 
  دفع توهم نقص من كماله فيما 
  يتعلق بهذا الأمر المعين قال 
  تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ 
  وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ 
  وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ﴾ ق: 38

للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف 
الضغط على هذا الرابط 
https://telegram.me/hussinnalii
او
الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس 
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او 

الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?

الثلاثاء، 8 مارس 2016

القاعدة الثالثة : صفات الله تعالى تنقسم الى قسيمن ثبوتية وسلبية

القاعدة الثالثة :
صفات الله تعالى تنقسم الى     
    قسيمن ثبوتية وسلبية 

[ المتن ] 

قال المؤلف رحمه الله 
القاعدة الثالثة :
صفات الله تعالى تنقسم الى     
قسيمن ثبوتية وسلبية 

[ الشرح ] 

قال بعض الناس : إن الأولى أن تعبر بـ: (( ثبوتية ومنفية ))؛ 
لأن التي وصف الله بها نفسه إما مثبتة ، وإما منفية ، ولكن الصواب أنه لا فرق ؛ لأن السلب والنفي معناهما واحد ، فإذا قلت : فلان لم يقم . فالمعنى : أنه مسلوبٌ عنه القيام ، أي : منفي عنه ، ولا إشكال في ذلك . 
[ المتن ]
قال المؤلف رحمه الله 

فالثبوتية: 
ما أثبت الله تعالى لنفسه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات كمال لا نقص فيها بوجه من الوجوه، كالحياة، والعلم، والقدرة، والاستواء على العرش، والنزول إلى السماء الدنيا، والوجه، واليدين، ونحو ذلك.
فيجب إثباتها لله تعالى حقيقة على الوجه اللائق به، بدليل السمع والعقل.

أما السمع: 
فمنه قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا} 

فالإيمان بالله يتضمن: 
الإيمان بصفاته، 
والإيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله صلى الله عليه وسلم يتضمن: 
الإيمان بكل ما جاء فيه من صفات الله، وكون محمد صلى الله عليه وسلم رسوله يتضمن: 
الإيمان بكل ما أخبر به عن مرسله، وهو الله عز وجل.

وأما العقل: 
فلأن الله تعالى أخبر بها عن نفسه، وهو أعلم بها من غيره، وأصدق قيلا، وأحسن حديثا من غيره، فوجب إثباتها له كما أخبر بها من غير تردد، فإن التردد في الخبر إنما يتأتى حين يكون الخبر صادرا ممن يجوز عليه الجهل أو الكذب أو العي، بحيث لا يفصح بما يريد، وكل هذه العيوب الثلاثة ممتنعة في حق الله عز وجل، فوجب قبول خبره على ما أخبر به.

[ الشرح ] 
قال الشيخ ابن عثيمن رحمه الله 
     في شرح القواعد المثلى 
           ص ( ١١٢) 

أما دلالة السمع على وجوب ثبوت ما اخبر الله به عن نفسه في كتابه أو أخبر  به رسوله (ﷺ) فواضحة؛
فإن الله ( تعالى ) أنزل الكتاب على محمد (ﷺ)، فالإيمان بالكتاب إيمان بمن أنزله، والإيمان بالرسول 
(ﷺ) إيمان بمن أرسله ، فلا جرم أنه يجب الإيمان بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته . 

أما دلالة العقل على ذلك : 

أن الله أخبر بهذه الصفات عن نفسه ، وهو أعلم بنفسه من غيره . 
ولهذا فأي انسان يحاول إنكار صفة من صفات الله ، قلنا له : هل أخبر الله بها عن نفسه ؟ 

فإن قال: لا ، فقد كذب ، وإن قال : نعم ، قلنا : إذا يجب عليك أن نؤمن بها ؛ لأن الله ( تعالى ) أعمل بنفسه وهو أصدق قيلا . 

فما أخبر الله به عن نفسه ؛ فهو صدق ؛ لأن الله ( تعالى ) أصدق كلامًا وأحسن قيلاً من غيره ، وأحسن الحديث يكون بالبلاغة والفصاحة ،، فكلام الله ( عز وجل ) أحسن الكلام في وضوحه وبيانه وفصاحته . 

فقد اجتمع في حق الله ( تعالى ) 
كمال الكمال من كل وجه؛ من حيث العلم ، والصدق ، والبيان ، ولهذا يقول المؤلف (( فإن التردد في الخبر إنما يتأنى حين يكون الخبر صادرًا ممن يجوز عليه الجهل والكذب والعي )) . 

فالجهل، ضده العلم ، والكذب ضده الصدق . والعي  ضده البيان والفصاحة ، فلو جاء رجل نجار إلى
مريض فوضع يده على بطنه ، ولمس صدره ، وجبهته ، وضغط عليها ثم قال : هذا المريض فيه الداء الفلاني . فإننا لا نصدقه ؛ 
لأنه جاهل بهذه الصناعة ، بكنه لو قال : هذا الخشب لا يصلح أن نجعله بابًا ؛ لقبلنا قوله إذا كان صدرقًا . 

ولو جاءنا طبيب جيد ، ماهر ، وجعل يتحسس المريض ليرى ما به من داء ، ثم قال : هذا المريض يحتاج إلى علاج طويل ، يتكلف عليك خمسين ألفًا، فلو كان هذا الطبيب غير موثوق به من جهة الخبر ؛ لكان من الممكن أن يكون قد ابتغى بقوله هذا كثرة الدراهم 
لا إبراء المريض . 

ولو حاءنا رجل ثالث ، عالم ، وصدوق ، لكنه هندي ، لا نفهم كلامه ؛ لأننا عرب ، وشخص المريض ، وأخبرنا به ، لما فهمنا منه شيئًا ، واذًا لن نثق بما قال ؛ لأن
كلامه يفتقر إلى الفصاحة والبيان . 

وإذا تأملنا ( بعد ذلك ) كلام الله 
( تعالى ) عن نفسه ، وعن غيره ؛ 
لوجدناه كلاماً صادرًا عن علم ، ولا شك ، وعن صدق ، ولا شك ، وفي أحسن ما سكون من البلاغة والفصاحة والبيان ، ولا شك - ايضًا- فهل يبقى بعد ذلك كله تردد في اعتقاد ما يدل عليه كلام الله ؟! والله لا يبقى تردد إطلاقًا في أن نعتقد ما دل عليه هذا الكتاب العزيز . 

ولهذا نقول : 

إنما يتأتىٰ التردد حين يكون الخبر صادرًا ممن يجوز عليه الجهل ، أو الكذب ، أو العي ، بحيث لا يفصح بما يريد ، وكل هذه العيوب ممتنعة في حق الله ( تعالى )، فوجب قبول خبره على ما اخبر به ، وهذا دليل عقلي . 

تابع  القاعدة الثالثة 

[ المتن ] 
قال المؤلف رحمه الله 
وهكذا نقول فيما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تعالى، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بربه، وأصدقهم خبرا، وأنصحهم إرادة، وأفصحهم بيانا، فوجب قبول ما أخبر به على ما هو عليه . 

[ الشرح ] 
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله 
     في شرح القواعد المثلى 
          ص ( ١١٤) 

فإذا قال قائل : في قوله تعالى : 
( الرحمن على العرش استوى )،
أن معناه : ( استولى ) قلنا له : ائت بدليل ، هذا خبر صادر عن الله وهو عالم بذلك ، وهذه الكلمة وردت في القرآن في سلعة مواضع ، ليس فيهل ولو موضع واحد قال الله فيه : 
( استولى ) فلو كان الله أراد 
بـ ( استوى ) فإذا أراد بهذا اللفظ غير ظاهره ولم يخبر عن مراده هذا ولو في موضع واحد ، عُلمَ أنه لا يريد هذا المعنى ، فتفسيرك ( استوى ) بمعنى ( استولى ) يقتضي أن يكون كلام الله ناقصًا من حيث البيان والفصاحة ؛ لأن التعبير بهذا عن هذا بدون قرينة وبدون أن تأتي ولو مرة واحدة بهذا
المعنى الذي ابتكرته لا شك أنه خلاف الفصاحة والبيان . 
والله ( عز وجل ) يقول في كتابة:
( يريد الله ليبين لكم ويهديكم ) 
ولم يقل : ليعمي عليكم .  

[ المتن ]
قال المؤلف رحمه الله 
والصفات السلبية: ما نفاها الله سبحانه عن نفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم، وكلها صفات نقص في حقه، كالموت، والنوم، والجهل، والنسيان، والعجز، والتعب. 

[ الشرح ] 
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله 
     في شرح القواعد المقلى 
           ص ( ١١٥) 

والصفات السلبية: 

هذه الصفات السلبية يجب نفيها عن الله ، لكن ليس الواجب اعتقاد ضدها ، فمثلاً : 
( لا تاخذه سنة ولا نوم ) ( البقرة)
، لا يكفي في الاعتقاد أن نقول : 
إن الله لا ينام ، حتى نعتقد أنه
لا ينام لكمال حياته وقيوميته ، لا مجرد أنه لا ينام فقط ؛ لأننا نقول : 
إن كلمة ( لا ينام ) مجرد انتفاء النوم ، وهذا في حد ذاته ليس كمالاً . 

وكذلك - ايضاً - قوله تعالى 
( وما مسنا من لغوب ) (ق)
اي : من تعب ، وإعياء ، فلا يكفي هنا أن نؤمن بأن الله تعالى لم يتعب فقط ، بل يجب أن نؤمن بأنه
لم يتعب لكمال قوته . 

إذًا يجب أن تعتقدوا أن ما نفاه الله عن نفسه ، لا يكفي أن نعتقد انتفاء هذا المنفي فقط ، بل لابد من أن نضيف إلى ذلك إثبات كمال الضد.

[ المتن ] 
قال المؤلف رحمه الله 
فيجب نفيها عن الله تعالى لما سبق مع إثبات ضدها على الوجه الأكمل، وذلك لأن ما نفاه الله تعالى عن نفسه فالمراد به بيان انتفائه لثبوت كمال ضده لا لمجرد نفيه، لأن النفي ليس بكمال إلا أن يتضمن ما يدل على الكمال،

[ الشرح ] 
يقول شيخ الإسلام رحمه الله

لأن النفي عدم ، والعدم ليس بِشَيْء
، فكيف يكون مدحًا وهو ليس بِشَيْء ؟ إذًا فهذا متضمن لإثبات
وإلا لم يكن مدحًا وهو ليس بِشَيْء؟
إذًا فهذا متضمن لإثبات وإلا لم يكن مدحًا.

[ المتن ] 
قال المؤلف رحمه الله 

وذلك لأن النفي عدم، والعدم ليس بشيء فضلا عن أن يكون كمالا، ولأن النفي قد يكون لعدم قابلية المحل له فلا يكون كمالا، كما لو قلت: الجدار لا يظلم. وقد يكون للعجز عن القيام به فيكون نقصا، كما في قول الشاعر:
قبيلة لا يغدرون بذمة ... 
ولا يظلمون الناس حبة خردل

وقول الآخر:
لكن قومي وإن كانوا ذوي حسب ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

[ الشرح ] 

والبيت الذي يلي الأخير هو 
قول الشاعر : 
يجوزن من ظلم أهل الظلم مغفرة 
ومن إساءة أهل السوء إحساناً 

أي : إذا ظلمهم أحد قالوا : 
غفر الله لنا ولك ، وذلك حتى 
لا يسيء  إليهم إساءة أكبر ، وهؤلاء مذمومون ، ولهذا قال بعده : 
 
فليت لي بهم قومًا إذا ركبوا 
شنوا الإغارة فرسانا وركبانا

والخلاصة: 

 أن الله ( تعالى ) لا يوصف بالنفي 
المخص ، لما يلي : 

أولاً : 
لأن النفي المحض عدم ، والعدم ليس بشيء  فضلاً عن يكون كمالاً.

ثانيًا:
لأن نفي الشيء عن الشيء قد يكون لعدم قابلية له ، لا للكماله الذي أوجب أن ينتفي عنه ، مثل 
قولنا : الجدار لا يظلم . 

ثالثًا : 
أن النفي قد يكون للعجز عن هذا المنفي ، فيكون النفي حينئذ نقصًا 
، فإذا قلت : هذا الرجل لا يغدر في عهده فهذا يحتمل أنه لا يغدر لكمال وفائه ، وحينئذ يكون هذا مدحًا فيه ، ويحتمل أن يكون عدم غدره لكونه غير قادر ، أو لأنه إذا غدر هذا المرة انكبوا عليه مرات ومرات حتى أتلفوه ، وهنا يكون هذا ذمًا فيه . 

والحاصل : 
أنه يجب علينا نحو صفات الله التي 
نفاها الله عن نفسه أن نؤمن بانتفائها لا لمجرد الانتفاء ، ولكن لإثبات كمال ضدها ، وحينئذ تكون 
هذه الصفة صفة كمال . 

[ المتن ] 
قال المؤلف ( رحمه الله ) 

مثال ذلك: قوله تعالى: 
{وتوكل على الحي الذي لا يموت} ، فنفي الموت عنه يتضمن كمال حياته.
مثال آخر قوله تعالى:
{ولا يظلم ربك أحدا} نفي الظلم عنه يتضمن كمال عدله.

[ الشرح ] 

نفي الظلم عنه يتضمن كمال عليه . 

مثال ثالث : قوله تعالى 
( وما كان الله ليعجزه من شيء في 
السموات ولا في الأرض ) (فاطر) 

فنفي العجز عنه يتضمن كمال علمه وقدرته . ولهذا قال بعده 
( أنه كان عليمًا قديرا ) ( فاطر ) 

لأن العجز سببه إما الجهل بأسباب
الإيجاد ، وإما قصور القدرة عنه فلكمال علم الله ( تعالى ) 
وقدرته لم يكن ليعجزه شيء في السموات ولا في الأرض . 
وبهذا المثال علمنا أن الصفة السلبية قد تتضمن أكثر من كمال . 


للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف 
الضغط على هذا الرابط 
https://telegram.me/hussinnalii
او
الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس 
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او 

الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?

الأحد، 6 مارس 2016

باب الصفات أوسع من باب الأسماء

الفصـل الثـاني 
   قواعد في صفات الله تعالى

القاعدة الثانية:-
        باب الصفات أوسع 
          من باب الأسماء

[المتن] 
  قال المؤلف رحمه الله:-

باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في "القاعدة الثالثة من قواعدالأسماء" 
، ولأن من الصفات مايتعلق بأفعال الله تعالى ، وأفعاله لامنتهى لها ، كما أن أقواله لا منتهى لها قال تعالى
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (لقمان ٢٧) .

 ومن أمثلة ذلك : أن من صفات الله تعالى ، " المجئ والاتيان والأخذ والإمساك والبطش" الى غير ذلك من الصفات التي لاتحصى. 
كما قال تعالى { وَجَآءَ رَبُّكَ}
 ( الفجر ٢٢) . 
وقال{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ 
      اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ } البقرة٢١٠ . 
 {فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ } 
  ( ال عمران١١) . 
وقال{ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (الحج٦٥) . 

وقال{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (البروج١٢). 
وقال 
{ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } (البقرة١٨٥).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
[ ينزل ربنا إلى السماء الدنيا]
( البخاري ومسلم) . 

فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ، ولا نسميه بها ، 

فلا نقول : 
إمن أسمائه الجائي والآتي 
والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك ونصفه به)).ا.  

🔴الشرح :-

       قال الشيخ عبيد حفظه الله    
              في فتح العلي   
             ص١١٢-١١٣:-

<< وهذه القاعدة خلاصة 
      ماتضمنته:-
اولاً/:- 
أن الله سبحانه وتعالى يوصف بما وصف به نفسه من الاوصاف كالمجئ والاتيان والارادة، وكذلك الرضا ، والسخط ، والغضب ، والبطش، والانتقام ، ولايسمى من ذلك اسم، فلا يشتق له اسم من هذه الاوصاف وما ماثلها
 ١-  لان باب الافعال أو الاوصاف 
       أوسع فإن كل اسم ثبت لله عز 
       وجل يتضمن صفة له، 
٢- لأن اسماء الله تعالى توقيفية ، 
     وعلى هذا فلا يقال: إن من 
     أسماء الله الجائي، الشائي، 
     الباطش، لايقال هذا ، هذا من 
     ناحية ، ومن ناحية اخرى فإن 
      مسميات هذه الافعال منها 
      مايحتمل
     ( مدحاً ومنها مايحتمل ذماً)، 
      ولايوصف الله عز وجل الا بما 
      هو مدح. وعلى هذا فيجب 
      الاقتصار في الاسماء على 
      ماسّمى الله به نفسه، ولايؤخذ 
      له من كل صفة وردت اسم بناء 
      على ورود الصفة.

ثانياً/:- 
أنه يجوز في الإخبار مالا يجوز في التسمية ، فنقول إن الله سبحانه وتعالى قابضٌ، باسط، على سبيل الإخبار ، وتقول : إنه سبحانه وتعالى ممسك للسماء أن تقع على الأرض الا بإذنه، وممسك للسماء والارض أن تزول ، وهو سبحانه وتعالى منتقم من كل ظالم ، فهذا على سبيل الاخبار ، 
لا على سبيل التسمية . 
والله أعلم >>

انتهت القاعدة الثانية