الخميس، 21 يناير 2016


شرح البيقونية

الفرد وأنواعه

قال المؤلفُ رحمه الله:

والفَردُ ما قَيَّدْتَهُ بثقَة ... 
                 أوْ جْمعٍ أوْ قَصٍر عَلَى رِوَايَةٍ

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
            في شرح البيقونية 

هذا هو الثالث والعشرون من أقسام الحديث المذكورة في هذه المنظومة، وهو الفرد، وذكر الناظم له ثلاثة أنواع.

1 - ما قُيد بثقة.
2 - ما قُيد بجمع.
3 - ما قُيد برواية.

فائدة من شرح الشيخ 

سؤال /  فما هو الفرد؟ 

الجواب / 
نقول: الفرد هو أن ينفرد الراوي بالحديث، يعني أن يروي الحديث رجلٌ فرد.

والغالب على الأفراد الضعف، 
لكن بعضها صحيح متلقى بالقبول، 
لكن الغالب على الأفراد أنها ضعيفة، لاسيما فيما بعد القرون الثلاثة، 
لأنه بعد القرون الثلاثة، كثر الرواة فتجد الشيخ الواحد عنده ستمائة راوي. فإذا انفرد عنه راوٍ واحد دون غيره فإن هذا يوجب الشك، فكيف يخفى هذا الحديث على هذا العدد الكثير، ولا يرويه إلا واحد فقط.

لكن في عهد الصحابة تكثر الفردية، 
وكذلك في عهد التابعين لكنها أقل من عهد الصحابة، لانتشار التابعين وكثرتهم، وفي عهد تابع التابعين تكثر الفردية لكنها أقل من عهد التابعين.
إذاً فالفردُ من قبيل الضعيف غالباً.

فائدة / 
سؤال / ما أنواع الحديث الفرد 
 
1 - ما قُيِّدَ بثقة، 
أي ما انفرد به ثقة، ولم يروه غيره، لكنه لا 
يخالف غيره، مثل حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه 
( إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ) 
فقد حصل الإفراد فيه، في ثلاث طبقات من رواته، ومع ذلك فهو صحيح، لأنه انفرد به الثقة عن الثقة عن الثقة، فهذا يُسمى فرداً، ويسمى غريباً. 

2 - ما قُيدَ بجمعٍ، 
ومراده بالجمع أهل البلد، أو أهل القرية، أو القبيلة أو ما أشبه ذلك، فإذا انفرد بهذا الحديث عن أهل هذا البلد شخص واحد، بمعنى أن يقال: تفرد فلان 
برواية هذا الحديث عن الشاميين، أو تفرد فلان برواية هذا الحديث عن الحجازيين، أو ما أشبه ذلك، فهنا فردٌ لكنه ليس فرداً مطلقاً، بل هو في بلد معين، وقد انفرد به من بين المحدثين من أهل هذا البلد.
فمثلاً إذا قدَّرنا أن المحدثين في الشام ألف محدث، فروى هذا الحديث منهم واحد، ولم يروه سواه.

فنقول: هذا فرد لكن هل هو فرد مطلقاً؟ 
بل فرد نسبي، نسبي أي: بالنسبة لأهل الشام.
وللفرد المقيد بالجمع معنى آخر "وهو: أن ينفرد به أهل بلد ما، بروايته عن فلان، فيقال: تفرد به أهل الشام عن فلان.

3 - وقوله ( أو قصر على رواية ) .
القصر على الرواية هي أن يقال مثلاً: 
لم يروِ هذا الحديث بهذا المعنى إلا فلان، يعني أن هذا الحديث بهذا المعنى لم يروه إلا شخص واحد عن فلان، فتجد أن القصر في الرواية فقط، وإلا فالحديث من طرق أخرى مشهور، وطرقه كثيرة.

وإنما قسَّم المؤلف الفرد إلى هذا التقسيم: ليبين أن الفرد قد يكون
فرداً نسبيًّا، وقد يكون فرداً مطلقاً، فإذا كان هذا الحديث لم يُروَ إلا من طريق واحد بالنسبة لأهل الشام، أو أي بلد فهو فردٌ نسبي.

وكذلك بالنسبة للشيخ فلو قال: تفرَّد به فلان عن هذا الشيخ فإنه يُسمى فرداً نسبيًّا، والفرد النسبي غرابته نسبية، والفرد المطلق غرابته مطلقة، والفرد النسبي أقرب إلى الصحة، لأنه قد يكون فرداً بالنسبة لهؤلاء، ولكنه بالنسبة إلى غيرهم مشهور أو عزيز، أي مروي بعدة طرق. 
 

الأحد، 17 يناير 2016

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
          في شرح البيقونية 

"إذاً عرفنا ما هو الشاذ، وما هو الذي يقابله، وهناك مخالفة أخرى لم يذكرها المؤلف وهي: إذا كان المخالف غير ثقة فإن حديثه يسمى منكراً.
والمنكر هو: ما خالف فيه الضعيف الثقة، وهو أسوأ من الشاذ، لأن المنكر المخالفة مع الضعف، والشاذ المخالفة فيه مع الثقة.

ويقابل المنكر المعروف، 

إذاً فهي أربعة أقسام:
1 - المحفوظ. 
2 - الشاذ.
3 - المنكر.
4 - المعروف.

فالشاذ هو: ما رواه الثقة مخالفاً لمن هو 
               أرجح منه.

والمنكر هو: ما رواه الضعيف مخالفاً 
              للثقة.
والمحفوظ هو: ما رواه الأرجح مخالفاً لثقة 
                  دونه، وهو مقابل للشاذ.

والمعروف هو: ما رواه الثقة مخالفاً 
                 للضعيف.

للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف 
الضغط على هذا الرابط 
https://telegram.me/hussinnalii
او
الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?