قال المؤلف
القاعدة الثالثة :
اسماء الله تعالى إن دلت على وصف
متعد ، تضمن ثلاثة امور
أحدهما : ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل .
الثاني : ثبوت الصفة التي تضمنها لله
عز وجل .
الثالث : ثبوت حكمهة ومقتضاها
ولهذا استدل أهل العلم على سقوط الحد من قطاع الطريق بالتوبة ، استدلوا على ذلك بقوله تعالى :
( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) ( المائدة ) ،
لأن مقتضى هذين الاسمين أن يكون الله تعالى قد غفر لهم ذنوبهم ، ورحمهم بإسقاط الحد عنهم .
مثال ذلك :
( السميع ) يتضمن إثبات السميع اسمًا لله تعالى ، وإثبات السمع صفة له وإثبات حكم ذلك ومقتضاه وهو أنه يسمع السر والنجوى كما قال تعالى :
( وَاللهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) ( المجادلة )
[ الشرح ]
قال الشيخ الن عثيمين رحمه الله تعالى
في شرح القواعد المثلى
ص ( ٤٢ )
أسماء الله تعالى إذا دلت على وصف متعد ؛ فقد تضمنت ثلاثة امور :
الأول : إثبات ذلك الإسم لله عز وجل ،
مثل : ( العليم ) فثبت أن من
اسماء الله : ( العليم ) .
الثاني : إثبات الصفة التي دل عليها ،
وهي : ( العلم ) فمن آمن بان
الله ( عليم ) ولم يؤمن بصفة
العلم ؛ فلم يؤمن بالاسم الذي
هو ( العليم ) فلا يصح الايمان
بالاسم حتى يتم الإيمان بما
تضمنه من الصفة .
الثالث : الحكم الي يقتضيه ذلك المعنى ،
فالعليم يقتضي أنه عز وجل يعلم
كل شيء ، فلا بد من الإيمان
بما يقتضيه ذلك الإسم من
الاحكام .
ويعبر البعض عنها بـ ( الاثر ) فيقال :
يجب الإيمان بالاسم والصفة والاثر ،
وبعضهم يقول : نؤمن بالاسم ، والصفة
والحكم أو المقتضى .
وقد استدل المؤلف على هذا بقوله تعالى
( إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )
وجه الدلالة : أن مقتضى هذين الاسمين:
أن يغفر لهم ويرحمهم ، وهذا يتضمن سقوط الحد عنهم ؛ ولهذا جزم الفقهاء
( رحمهم الله ) بأن قطاع الطريق إذا تابوا قبل القدرة عليهم ؛ سقط عنهم الحد ، وكذلك غير قطاع الطريق ، إذا تابوا قبل القدرة عليهم ؛ سقط عنهم الحد كشراب الخمر ، والزناة ، والسراق ، ومن
شابههم .
قال المؤلف
وإن دلت على وصف غير متعد تضمنت
أمرين :
احدهما : ثبوت ذلك الاسم لله عز وجل
الثاني : ثبوت الصفة التي تضمنها لله
عز وجل .
مثال ذلك :
( الحي ) يتضمن إثبات الحي اسمًا لله
عز وجل وإثبات الحياة صفة له .
[ الشرح ]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
في شرح القواعد المثلى
ص ( ٤٣)
( الحي ) وصف لازم لله (عز وجل )
لا يتعدى إلى غيره ، ومثله : ( الحي )
فإنه وصف لازم ، ومثله ( العظيم ) و
( الجليل ) .
والفرق بين ( الحي ) و ( الحيي ) :
إن الحي : ذو الحياة ، وأن الحيي :
ذو الحياء .
للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف
الضغط على هذا الرابط
https://telegram.me/hussinnalii
او
الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او
الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف
http://foad-alslf.blogspot.com/?