[المتن ]
قال المؤلف
القاعدة الرابعة:
دلالة أسماء الله تعالى على ذاته وصفاته تكون بالمطابقة، وبالتضمن، وبالالتزام.
مثال ذلك:
"الخالق" يدل على ذات الله، وعلى صفة الخلق بالمطابقة، ويدل على الذات وحدها وعلى صفة الخلق وحدها بالتضمن، ويدل على صفتي العلم والقدرة بالالتزام.
ولهذا لما ذكر الله خلق السماوات والأرض قال:
{لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً} .
[الشرح]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
في شرح القواعد المثلى
ص( ٤٤ )
هذه القاعدة في الواقع لا تختص بأسماء الله فقط ، بل كل لفظ فإنه يدل على المعنى بالمطابقة والتضمن والالتزام ،
وعليه ، فأنواع الدلالات ثلاثة :
١- دلالة المطابقة .
٢- دلالة التضمن.
٣- دلالة الالتزام .
أما دلالة المطابقة ، فهي أن يدل اللفظ على جميع أجزاء معناه وافراده .
وأما دلالة التضمن ، فمعناها: دلالة اللفظ على جزء معناه .
وأما دلالة الالتزام ، فمعناها : دلالة اللفظ
على لازم خارج .
مثال ذلك :
كلمة ” السيارة “ تدل على كل السيارة :
هيكلها، وماكيناتها ، وانابيبها ، وإطاراتها ، وكل شيء فيها بالمطابقة ، وتدل على الاطارات فقط بالتضمن ، وتدل على البطارية فقط بالتضمن ،
وتدل على صانعها بالالتزام ، لأن
لها صانعًا ، وهي لم تصنع نفسها .
مثال اخر :
كلمة " الدار " تدل على كل الدار دلالة مطابقة ، وتدل على الحجرة أو الحمام ، أو المستراح دلالة تضمن ، وتدل على بانيها دلالة التزام .
واسم " الخالق “ يدل على ذات وصفة ، فهو يدل على ذات الله ، ويدل صفة الخلق ، ودلالته على هذين المعنيين بالمطابقة ، فدلالته على ذات الخالق بالمطابقة ، ودلالته على الخلق وحده بالتضمن ، ودلالته على العلم والقدرة
بالالتزام ، وبيان ذلك أن تقول :
الخالق لا يمكن أن يخلق إلا وهو يعلم كيف سيخلق ، والخالق لا يمكن أن يخلق
إلا وهو قادر على ان يخلق ،
ونحن نعلم أنه لو أراد احد يصنع شيئًا وهو لا يعلم ، فانه لا يستطيع ، ولو كان يعلم ولا يريد فإنه كذلك لا يستطيع ، إذاً فكلمة ( صانع ) تدل على (ذات صانعة)
وتدل على ( صنع ) وتدل على ( علم )
وتدل على ( قدرة ) فدلالتها على ذات الخالق وعلى الصنع ( دلالة مطابقة )
ودلالتها على ذات الصانع فقط
( دلالة تضمن ) ودلالتها على الصنع وحده ( دلالة تضمن ) ودلالتها على العلم
والقدرة ( دلالة التزام ) ولهذا لما خلق الله السموات والارض في قوله :
( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ )
قال بعد ذلك
( لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ) ،
أي أن الله هو الخالق ، وقد خلق بقدرة
وعلم ، فلولا القدرة ؛ لما خلق ، ولو لا العلم
لما خلق .
للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف
الضغط على هذا الرابط
https://telegram.me/hussinnalii
او
الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او
الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف
http://foad-alslf.blogspot.com/?
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق