قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
في القواعد المثلى
قواعدُ في أسماء الله تعالى
القاعدة الأولى:
( أسماء الله تعالى كلُّها حُسنى )
أي: بالغة في الحسن غايته،
قال الله تعالى:
﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾
وذلك لأنها متضمِّنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه لا احتمالاً ولا تقديرً.
- الشرح -
قد قال بعض الناس :
إننا لو عبرنا بقولنا :
( البالغ في الحسن كمالهُ )
لكان أولى من قولنا :
( بالغة في الحسن غايته )
ونحن نقول : صحيح أن التعبير بـ ( كماله ) قد يكون أحسن ، ولكن قولنا
( غايته ) أن اسماء الله لها نهاية في الحسن ، ومرادنا : في أكمل ما يكون
من الحسن ، ولهذا وصفها الله باسم التفضيل في قوله تعالى ( الحسنى )
ولهذا نقول : إن الألفاظ اما تدل على معنى ناقص نقصًا مطلقًا ، وإما أن تكون دالة على كمال في حال ونقص في حال ، وإما أن تدل على غاية الكمال .
فهذه اربعة اقسام
القسم الأول :
إن كانت دالة على غاية الكمال فهى من أسماء الله فهى إذ ليس فيها نقص أبدا لااحتمالا ولا تقديرا .
أسماء الله غاية فى الحسن ليس فيها نقص ولاتقديرا
القسم الثاني :
وهو الألفاظ الدالة على الكمال لكن مع احتمال نقص فى التقدير فهذا لايسمى به الله ولكن يخبر به عنه لأن باب الإخبار أوسع وذلك مثل (المتكلم) و (الشائى)
و(المريد)و(الصانع) و(الفاعل)
وما أشبه ذلك
فكل هذا لا يسمى بها الله ، ولكن يخبر بها عنه إخبارًا مطلقًا ، فنقول بان الله
(متكلم) وبأن الله (شاء) وبأنه (مريد) وبأنه ( فعال) لكن ليس من باب التسمية من باب الإخبار .
فـ ( المتكلم ) ليس من أسماء الله ، لأن المتكلم قد يتكلم بما يحمد ، وقد يتكلم
بما يُذَمّ ، ولكن الكلام نفسه كمال ، ولكن متعلق ذلك الكلام قد يكون نقصًا ، وقد يكون كمالاً ، فالمتكلم بالمعروف متكلم بكمال ، والمتكلم بالمنكر متكلم بالنقص ،
فصفة الكلام في ذاتها كمال ، ولكن موضوع الكلام قد يحمد ، وقد يذم
ولهذا لم يكن (المتكلم) من اسماء الله ، وصح أن يطلق عن على الله على سبيل الإخبار .
و(المريد) ليس من اسماء الله ، ولكن اصل إثبات الإرادة وأن الفاعل يفعل ما يريده فهذا كمال ، ولهذا فالمريد أكمل
ممن لا يريد ، فالإنسان أكمل من الحيوان ؛ لأن إرادته أكمل ، والحيوان أكمل من النبات ؛ لأن إرادته أكمل ، والمختار للشيء أكمل من المكره على الشيء ؛ لأن إرادته أكمل ، والمراد قد يكون خيرًا ، وقد يكون شرًا ، فالإنسان يطلق عليه أنه مريد وقد يريد الخير ، وقد يريد الشر ، فلما كان لفظ المريد قد يوهم
نقصًا ولو بالتقدير لم يصح أن يكون من
اسماء الله تعالى وانما يخبر به عن الله
فقط .
القسم الثالث :
الذى يحتمل نقصا وكمالاً فى نفس المعنى لا في المتعلق ،
لا يطلق على الله تعالى وإنما يذكر مقيدًا ، مثل (المكر) و (الإستهزاء) و (الخداع) و(الكيد) ، فلا يصح أن
نطلق القول بأن الله ( ماكر ) ولا ان الله
تعالى ( كائد ) ، فالكيد في ذاته ينقسم
الى ( كيد محمود ) و ( وكيد مذموم )
ولهذا لم يصح إطلاق اسم (الكائد)
على الله ، وكذلك (الماكر) و(المستهزئ)
والصواب : أن تُفيد ذلك ، فنقول ان الله
عز وجل كائد بمن كيد ، وما كر بمن يمكر ، ومستهزئ بمن يستهزئ به ... وهكذا .
القسم الرابع:
الذي هو نقص محض ، فهذا لا يسمى الله به ، ولا يوصف به ، مثل :
العمى والصمم والعجز فهذا نقص محض فلا يطلق على الله أبدا لا خبرًا
ولا تسميه
خلاصة الاقسام الاربعة
١- كمال محض في داته وموضوعه ،
وهذا يكون من اسماء الله .
٢- كمال في ذاته لا في موضوعه ،
فهذا يطلق على الله خبرًا لا تسمية.
٣- ما يحتمل نقصًا وكمالًا ، فهذا لا
يخبر به عن الله خبرًا مطلقًا وإنما
خيرًا مقيدًا ، ولا يعتبر من الاسماء.
٤- ما كان نقصًا محضًا ، فهذا لا
يوصف ولا يسمى الله به .
ولهذا فقوله تعالى(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)
يعني التي ليس فيها نقص بوجه من الوجوه .
وهذه الاقسام ذكرها شيخ الاسلام
رحمه الله تعالى في مواضع متفرقه من
كلامه ، وهي واضحة وصحيحة .
قناة الفوائد من كتب السلف
telegram.me/hussinnalii
في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس
facebook.com/alfuad1437/
الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف
http://foad-alslf.blogspot.com/?