السبت، 6 فبراير 2016

تفريغ شرح القواعد المثلى القاعدة الاولى ( اسماء الله تعالى كلها حسنى)

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
في القواعد المثلى 
      قواعدُ في أسماء الله تعالى

القاعدة الأولى: 
      ( أسماء الله تعالى كلُّها حُسنى ) 

أي: بالغة في الحسن غايته، 
قال الله تعالى: 
        ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى﴾

 وذلك لأنها متضمِّنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجهٍ من الوجوه لا احتمالاً ولا تقديرً.

- الشرح - 
قد قال بعض الناس : 
إننا لو عبرنا بقولنا :
( البالغ في الحسن كمالهُ ) 
لكان أولى من قولنا :
 ( بالغة في الحسن غايته ) 
ونحن نقول : صحيح أن التعبير بـ ( كماله ) قد يكون أحسن ، ولكن قولنا 
( غايته ) أن اسماء الله لها نهاية في الحسن ، ومرادنا : في أكمل ما يكون 
من الحسن ، ولهذا وصفها الله باسم التفضيل في قوله  تعالى ( الحسنى ) 

ولهذا نقول : إن الألفاظ اما تدل على معنى ناقص نقصًا مطلقًا ، وإما أن تكون دالة على كمال في حال ونقص في حال ، وإما أن تدل على غاية الكمال . 
فهذه اربعة اقسام 

القسم الأول :
إن كانت دالة على غاية الكمال فهى من أسماء الله فهى إذ ليس فيها نقص أبدا لااحتمالا ولا تقديرا .
أسماء الله غاية فى الحسن ليس فيها نقص ولاتقديرا 

القسم الثاني : 
وهو الألفاظ الدالة على الكمال لكن مع احتمال نقص فى التقدير فهذا لايسمى به الله ولكن يخبر به عنه لأن باب الإخبار أوسع وذلك مثل (المتكلم)  و (الشائى)
و(المريد)و(الصانع) و(الفاعل) 
وما أشبه ذلك 

فكل هذا لا يسمى بها الله ، ولكن يخبر بها عنه إخبارًا مطلقًا ، فنقول بان الله 
(متكلم) وبأن الله (شاء) وبأنه (مريد) وبأنه ( فعال) لكن ليس من باب التسمية من باب الإخبار . 
فـ ( المتكلم ) ليس من أسماء الله ، لأن المتكلم قد يتكلم بما يحمد ، وقد يتكلم
 بما يُذَمّ ، ولكن الكلام نفسه كمال ، ولكن متعلق ذلك الكلام قد يكون نقصًا ، وقد يكون كمالاً ، فالمتكلم بالمعروف متكلم بكمال ، والمتكلم بالمنكر متكلم بالنقص ، 
فصفة الكلام في ذاتها كمال ، ولكن موضوع الكلام قد يحمد ، وقد يذم 
ولهذا لم يكن (المتكلم) من اسماء الله ، وصح أن يطلق عن على الله على سبيل الإخبار . 

و(المريد) ليس من اسماء الله ، ولكن اصل إثبات الإرادة وأن الفاعل يفعل ما يريده فهذا كمال ، ولهذا فالمريد أكمل 
ممن لا يريد ، فالإنسان أكمل من الحيوان ؛ لأن إرادته أكمل ، والحيوان أكمل من النبات ؛ لأن إرادته أكمل ، والمختار للشيء أكمل من المكره على الشيء ؛ لأن إرادته أكمل ، والمراد قد يكون خيرًا ، وقد يكون شرًا ، فالإنسان يطلق عليه أنه مريد وقد يريد الخير ، وقد يريد الشر ، فلما كان لفظ المريد قد يوهم 
نقصًا ولو بالتقدير لم يصح أن يكون من 
اسماء الله تعالى وانما يخبر به عن الله 
فقط .

القسم الثالث : 
الذى يحتمل نقصا وكمالاً فى نفس المعنى لا في المتعلق ، 
لا يطلق على الله تعالى وإنما يذكر مقيدًا ، مثل (المكر) و (الإستهزاء) و (الخداع) و(الكيد) ، فلا يصح أن
نطلق القول بأن الله ( ماكر ) ولا ان الله 
تعالى ( كائد ) ، فالكيد في ذاته ينقسم 
الى ( كيد محمود ) و ( وكيد مذموم ) 
ولهذا لم يصح إطلاق اسم (الكائد) 
على الله ، وكذلك (الماكر) و(المستهزئ) 

والصواب : أن تُفيد ذلك ، فنقول ان الله 
عز وجل كائد بمن كيد ، وما كر بمن يمكر ، ومستهزئ بمن يستهزئ به ... وهكذا . 

القسم الرابع: 
 الذي هو نقص محض  ، فهذا لا يسمى الله به ،  ولا يوصف به ، مثل :
 العمى والصمم والعجز فهذا نقص محض فلا يطلق على الله أبدا لا خبرًا
ولا تسميه 

خلاصة الاقسام الاربعة 

١- كمال محض في داته وموضوعه ، 
     وهذا يكون من اسماء الله .

٢- كمال في ذاته لا في موضوعه ، 
    فهذا يطلق على الله خبرًا لا تسمية. 

٣- ما يحتمل نقصًا وكمالًا ، فهذا لا 
     يخبر به عن الله خبرًا مطلقًا وإنما 
     خيرًا مقيدًا ، ولا يعتبر من الاسماء. 

٤- ما كان نقصًا محضًا ، فهذا لا    
     يوصف ولا يسمى الله به . 

ولهذا فقوله تعالى(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) 
يعني التي ليس فيها نقص بوجه من الوجوه . 
وهذه الاقسام  ذكرها شيخ الاسلام 
رحمه الله تعالى في مواضع متفرقه من 
كلامه ، وهي واضحة وصحيحة .

قناة الفوائد من كتب السلف 
telegram.me/hussinnalii

في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس 
facebook.com/alfuad1437/

الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق