الثلاثاء، 19 أبريل 2016

الجرح والتعديل


اهل التأويل والتفويض

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
في شرح القواعد المثلى 
ص / ١٩٠

فأهل التأويل يقولون : 
إن الظاهر المتبادر من نصوص الصفات معنى لا يليق بالله وهو : التشبيه . 

وهؤلاء لما جعلوا هذا هو الظاهر ، ذهبوا يحرفون النصوص من أجله، فجاءوا الى 
قوله : ( لما خلقت بيدي ) فقالوا : كلمة بيدي ظاهرها إثبات اليد ، والتشبيه ، وهم إنما قالوا ذلك ؛ لأنهم يوافقون المشبهة في أنه لا يعقل من هذه الاشياء 
الا ما كان مشابها لما يشاهدوه ، فلما اعتقدوا هذه العقيدة الفاسدة ، 
قالوا : لو آمنا بها على هذا الظاهر وافقنا المشبهة ، إذن يجب أن نأولها إلى
معنى يتناسب مع عقولنا ، فنقول : المراد ياليد النعمة ، أو القوة ، والمراد بالاستواء
الإستيلاء ، والمراد بالنزول الى السماء الدنيا نزول الأمر أو الرحمة ...إلى 
آخره . 
فإن قيل لهم : لِمَ هذا ؟ 

قالوا : لأننا لا يمكننا أن نفهمها على ظاهرها وهو التشبيه ، فوجب تأويلها 
وقالوا : 

وكل نص أوهم التشبيها 
                 اوله أو فوض ورم تنزيها 

وقالوا : إما أن نأول أو نفوض ، فنقول :
إذا سئلنا عن آيات الصفات : لا نعلم عنها شيئًا أبدًا . 

ومعلوم أن التأويل أفضل من التوفيض ؛
لأن المأول يثبت للنصوص معنى ، 
ولا يقول : بأنها كلمات كالحروف والهجائية ، بل يثبت لها معنى ويقول : أنا خير منكم أيها الأميون يا من قال الله فيكم : ( وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ ) البقرة ، 
ولهذا سمى أهل التأويل أنفسهم أهل العقل ،

أما أهل التفويض فلا يفهمون شيئًا ؛ 
فإذا سألتهم عن أي شيء ؟ 
قالوا : لا ندري ، فإن قيل لهم : ما معنى:
( ثم استوى على العرش ) الرعد ، 
قالوا : لا نعرف معناه ، فقوله : 
( ثم استوى على العرش ) الرعد . 
انما هو كلمات ونحن نفوض الأمر إلى 
الله . 
ولهذا لجئوا إلى القول الباطل : 
( طريقة السلف أسلم ، وطريقة الخلف أعلم وأحكم ) ! وهذا من جهلهم ؛ لأنه 
ليس في الجهل سلامة ، فيأتي أحدهم 
ويسكت في أعظم الأمور ، وهي أمور العقيدة ، ويقول : لا ادري ، فكيف يكون في هذا سلامة ؟
ويأتي أحدهم ويقول : سنتعلم ولكن على طريقة الخلف ، وهي : التأويل ؛ 
لأن طريقتهم أعلم واحكم .

ونحن نشهد بالله أنهم إذا كانوا يعتقدون أن طريقة السلف هي : التفويض ، 
وأن طريقة الخلف أعلم واحكم ، فإنه بلا شك سيكون للنصوص معنى ولو كان تأويلاً وأمكن أن يحتمله اللفظ في بعض السياق ، فصاحب هذه الطريقة أعلم وأحكم من المفوض الذي لا يدري شيئًا .

الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس 
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او 
الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?

للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف 
الضغط على هذا الرابط 
https://telegram.me/hussinnalii
او 
ارسال كلمة اشتراك للرقم 
٠٠٩٦٤٧٨١٣٣٨٨٢٨٦