الفصـل الثـاني
قواعد في صفات الله تعالى
القاعدة الثانية:-
باب الصفات أوسع
من باب الأسماء
[المتن]
قال المؤلف رحمه الله:-
باب الصفات أوسع من باب الأسماء، وذلك لأن كل اسم متضمن لصفة كما سبق في "القاعدة الثالثة من قواعدالأسماء"
، ولأن من الصفات مايتعلق بأفعال الله تعالى ، وأفعاله لامنتهى لها ، كما أن أقواله لا منتهى لها قال تعالى
{ وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (لقمان ٢٧) .
ومن أمثلة ذلك : أن من صفات الله تعالى ، " المجئ والاتيان والأخذ والإمساك والبطش" الى غير ذلك من الصفات التي لاتحصى.
كما قال تعالى { وَجَآءَ رَبُّكَ}
( الفجر ٢٢) .
وقال{ هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن يَأْتِيَهُمُ
اللهُ فِي ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ } البقرة٢١٠ .
{فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ }
( ال عمران١١) .
وقال{ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (الحج٦٥) .
وقال{ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} (البروج١٢).
وقال
{ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ } (البقرة١٨٥).
وقال النبي صلى الله عليه وسلم
[ ينزل ربنا إلى السماء الدنيا]
( البخاري ومسلم) .
فنصف الله تعالى بهذه الصفات على الوجه الوارد ، ولا نسميه بها ،
فلا نقول :
إمن أسمائه الجائي والآتي
والآخذ والممسك والباطش والمريد والنازل ونحو ذلك، وإن كنا نخبر بذلك ونصفه به)).ا.
🔴الشرح :-
قال الشيخ عبيد حفظه الله
في فتح العلي
ص١١٢-١١٣:-
<< وهذه القاعدة خلاصة
ماتضمنته:-
اولاً/:-
أن الله سبحانه وتعالى يوصف بما وصف به نفسه من الاوصاف كالمجئ والاتيان والارادة، وكذلك الرضا ، والسخط ، والغضب ، والبطش، والانتقام ، ولايسمى من ذلك اسم، فلا يشتق له اسم من هذه الاوصاف وما ماثلها
١- لان باب الافعال أو الاوصاف
أوسع فإن كل اسم ثبت لله عز
وجل يتضمن صفة له،
٢- لأن اسماء الله تعالى توقيفية ،
وعلى هذا فلا يقال: إن من
أسماء الله الجائي، الشائي،
الباطش، لايقال هذا ، هذا من
ناحية ، ومن ناحية اخرى فإن
مسميات هذه الافعال منها
مايحتمل
( مدحاً ومنها مايحتمل ذماً)،
ولايوصف الله عز وجل الا بما
هو مدح. وعلى هذا فيجب
الاقتصار في الاسماء على
ماسّمى الله به نفسه، ولايؤخذ
له من كل صفة وردت اسم بناء
على ورود الصفة.
ثانياً/:-
أنه يجوز في الإخبار مالا يجوز في التسمية ، فنقول إن الله سبحانه وتعالى قابضٌ، باسط، على سبيل الإخبار ، وتقول : إنه سبحانه وتعالى ممسك للسماء أن تقع على الأرض الا بإذنه، وممسك للسماء والارض أن تزول ، وهو سبحانه وتعالى منتقم من كل ظالم ، فهذا على سبيل الاخبار ،
لا على سبيل التسمية .
والله أعلم >>
انتهت القاعدة الثانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق