الأربعاء، 10 فبراير 2016

تفريغ شرح القواعد المثلى ( اسماء الله تعالى اعلام واوصاف )

قال المؤلف : 
       الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
               في القواعد المثلى 
                    ص/ ٢٩ 
[ المتن ] 
القاعدة الثانية : 
    ( اسماء الله تعالى اعلام و أوصاف ) 

اعلام : 
          باعتبار دلاتها علو الذات . 

وأوصاف : 
      باعتبار ما دلت عليه من المعاني . 

وهي بالإعتبار الأول مترادفة لدلالتها على مسمى واحد ، وهو الله (عز وجل).

وبالاعتبار الثاني متباينة لدلالة كل واحد 
منهما على معناه الخاص . 
فـ ( الحي ، العليم ، القدير ، السميع ، البصير ، الرحمن ، الرحيم ، العزيز ، الحكيم ) . كلها أسماء لمسمى واحد ، 
وهو الله سبحانه وتعالى ، لكن معنى الحي غير معنى العليم ، ومعنى العليم غير معنى القدير ، وهكذا . 

 [الشرح ] 

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
        في شرح القواعد المثلى 
             في ص / ٢٩ 

هذه القاعدة الثانية ، فيها مبحثان : 

المبحث الأول : 
      اسماء الله تعالى اعلام وأوصاف : 
فهي باعتبار دلالتها على الذات : 
( اعلام ) ، 
وباعتبار دلالتها على المعاني (أوصاف)،
ومثال ذلك : ( السميع ) فهو يدل على الله 
؛ فيكون بهذا الاعتبار علماء ، 
فـ ( السميع ) علم ، وباعتبار أن السميع 
متضمن للسمع ، وأنه عز وجل يسمع كل صوت ؛ فهو صفة ، ولذلك نقول : 
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف . 

وأما أسماء غير الله ، فهي : أعلام فقط ،
فقد يتسمى أحد الناس بـ: ( عبد الله ) 
وهو اكفر الناس ، وهذا يتسمى 
بـ ( علي ) وهو سافل ، وهذا يتسمى 
بـ ( حكيم ) وهو اسفه الناس ، وهذا يتسمى بـ ( محمد ) وهو مذمم ، 
فأسماء غير الله أعلام مجردة فقط ، إلا 
أسماء النبي (صلى الله عليه وسلم )
وأسماء القرآن ، فأسماء الرسول صلى الله عليه وسلم هي اعلام وأوصاف ؛ لأن 
اسم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) 
محمد ، وقد سمي بهذا الإسم لكثرة محامده ، أو لكثرة خصاله الحميده ، واسمه ( احمد ) لأنه احمد الناس لله 
عز وجل ، وأحمد من يحمده الناس 

المبحث الثاني : 
وهو أن اسماء الله تعالى هل هي مترادفه أم متباينة ؟ 

فنقول : 

أما باعتبار دلالتها على ذات الله؛ 
فهي : مترادفة ، فكلها تدل على ذات الله واحدة.  

وأما باعتبار ما تحمله من المعاني ؛ 
فهي : متباينه . 

فـ (السميع) و (البصير) و (العزيز) 
و( الحكيم ) كلها اسماء لمسمى واحد 
وهو :( الله ) فهي بهذا الاعتبار مترادفة ،

لكن (السميع) دال على السمع ، 
و( البصير ) دال على البصر ، ومن المعلوم أن السمع غير البصر غير السمع 
، وان العزة غير السمع ، وأن الحكمة غير السمع .... وهكذا .

🔹اعلم أن الكلمتين إما تكونا متباينتين ، 
او مترادفتين ، أو مشتركتين ، أو بينهما 
عموم وخصوص . 

اولاً : 
أن تكون الكلمتان متباينتين ، وذلك 
بأن تدل كل كلمة منهما على معنى لا يتفق مع الكلمة الأخرى ، مثل : 
( القمح ) و ( الأرز ) فالقمح غير الأرز 
، ليس بينهما عموم وخصوص . 

ثانيًا : 
أن تكون الكلمتان مترادفتين ؛ لترادفهما 
على معنى واحد ، كما يترادف الشيء بعضه على بعض ، مثل : ( قمح ) و ( بر ) و ( حنطك ) فكلها مترادفة ، وكذلك مثل : ( بشر ) و ( إنسان ) فهي
 - ايضاً - مترادفة . 

ثالثًا : 
قد تكون الكلمة مشتركة ، وذلك بأن تكون هناك كلمة واحدة تدل على معان متعددة
وذلك بعكس الترادف ، ومثال ذلك ( العين ) فهي تطلق على ( العين ) التي هي الجارحة ) وعلى (عين الماء الجارية )
وعلى ( الذهب ) ، و ( الجاسوس ) 
إلا أن البعض يقول بإطلاق ( العين ) على  ( الحاسوس ) من بال المجاز ، والمقصود أن هذه الكلمات نسميها مشتركة ؛ لأن المعاني مشتركة في لفظ واحد . 

رابعًا : 
ان يكون بين الكلمتين عموم وخصوص ، 
بأن تكون إحدى الكلمتين أخص من الأخرى مثل : (انسان ) و ( حيوان ) 
فـ ( الإنسان ) نسميه ( إنسانا ) ، فهذا 
خاص ، وكلمة ( حيوان ) عام ، فالحيوان 
يشمل الإنسان وغيره ، ومن الطريف لو قلت للعامي : ( انت حيوان ناطق ) ، لظن أنك تشبه بالحمار ، ولو قلت له : ان كلمة ( ناطق ) هذه فصل ؛ لأقر ،
والذي أراه أن يقال : الإنسان هو البشر
وليس حيوان ناطق .

تابع القاعدة الثانية 

[ المتن ] 

قال المؤلف 

وإنما قلنا بأنها أعلام و أوصاف ، لدلالة القران عليه . كما في قوله تعالى 
( وهو الغفور الرحيم ) وقوله 
( وربك الغفوز ذو الرحمة ) 
فان الايه الثانية دلت على أن الرحيم هو المتصف بالرحمة . ولإجماع  أهل اللغة والعرف أنه لا يقال : عليم إلا لمن له علم ، ولا سميع إلا لمن له سمع ، ولا بصير إلا 
لمن له بصر ، وهذا أمر أبين من أن يحتاج إلى دليل . 

[ الشرح ] 
  
فإن قال قائل : ما الدليل على أن أسماء 
الله تعالى أعلام وأوصاف ؟ 

قلنا : الدليل من القران ، ومن اللغه : 

أما من القرآن : فقد قال تعالى : 
( وربك الغفور ذو الرحمه ) 
والرحمة : صفة ، اذًا <الرحيم>  معناه 
ذو الرحمه . 

وأما من اللغة ، فإن أهل اللغة والعرف أجمعوا على أنه لا يوصف بالمشتق إلا 
من اتصف بمعناه ، فلا يقال للأصم : 
< سميع > ، ولا للأعمى : < بصير > 
ولا للمجنون : < عاقل > بل لابد أن تكون 
هذا الأوصاف دالة على معانيها فيمن نسبت إليه ، وهو أمر أبين أن يحتاج الى 
شرح .

تابع لقاعدة الثانية 

[ المتن ] 
قال المؤلف 

وبهذا عُلم ضلال من سلبوا أسماء الله
تعالى معانيها من أهل التعطيل وقالوا : إن الله تعالى سميع بلا سمع ، وبصير بلا بصر ، وعزيز بلا عزة (١) وهكذا ...
وعللوا ذلك بأن ثبوت الصفات يستلزم وتعدد القدماء . وهذه العلة عليلة بل ميتة 
لدلالة السمع والعقل على بطلانها. 
——————————
(١) هذا قول المعتزلة ومن تبعهم ، قال  
      شيخ الإسلام ابن تيمية في
      “ الرسالة التدمرية “ صـ (١٧) : 
      وقاربهم طائفة ثانية من أهل الكلام 
      من المعتزلة ، ومن تبعهم فأثبتوا لله 
     الأسماء دون ما تضمنه من الصفات 
     ، فمنهم من جعل العليم والقدير  
     والسميع والبصير كالأعلام المحضه 
     المتردفات ، ومنهم من قال عليم بلا   
     علم ، قدير بلا قدرة ، سميع بصير 
     بلا سمع ولا بصر ، فأثبتوا الإسم
     دون ما تضمنه من الصفات 

[ الشرح ]
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
         في شرح القواعد المثلى 
               ص ( ٣٥ ) 

هؤلاء المعطلة يقولون : نحن نثبت أسماء
الله ، فالله سميع ، عليم ، بصير ...
لكن بدون إثبات المعنى ، فنقول : 
«سميع بلا سمع» و«بصير بلا بصر»
وهكذا ، 
فإذا سألتهم عن سبب ذلك ؟ 
قالوا : لأنك إذا قلت : إن الله سمعًا وبصرًا وقدرة ، وقوة ، 
وقلت : بأن هذه الصفات قديمة ؛ لزم من ذلك تعدد القدماء !! وانت تُنكر على النصارى قولهم بأن الله ثالث ثلاثة . 

ونحن نقول : هذا القول باطل ؛ 
لأنه لا يلزم من تعدد الصفة تعدد الموصوف . 

قال المؤلف 
[ المتن ] 
أما السمع : فلأن الله تعالى وصف نفسه بأوصاف كثيرة ، مع أنه الواحد الأحد. 
فقال تعالى 
( إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ *  إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ * وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ) ( البروج ) 
وقال تعالى 
( سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى * الَّذِي خَلَقَ 
  فَسَوَّىٰ * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ * وَالَّذِي 
  أَخْرَجَ الْمَرْعَىٰ * فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَىٰ )   
  ( الاعلى ) 

ففي هذه الايات الكريمة أوصاف كثيرة لموصوف واحد ، ولم يلزم من ثبوتها تعدد القدماء . 

وأما العقل : فلأن الصفات ليست ذوات 
بائنة من الموصوف ، حتى يلزم من ثبوتها 
التعدد ، وإنما هي من صفات من اتصف بها ، فهي قائمة به ، وكل موجود فلابد له من تعدد صفاته ، ففيه الوجود ، وكونه واجب الوجود ، أو ممكن الوجود ، وكونه عينًا قائمًا بنفسه أو  وصفًا في غيره . 

[ الشرح ] 

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى 
          في شرح القواعد المثلى 
                   ص ( ٣٦ ) 

نحن نقول : بأن الموجود تتعدد صفاته ، 
ونقول ( لمن خالفنا ) : هل تثبتون أن الله موجود ؟ 
سيقولون : نعم ! نثبت ذلك ، نقول لهم : 
وكل موجود لابد وأن تتعدد صفاته ، وهذا ضروري ، فمثلاً: الموجود فيه صفة الوجود ، وجوده إما ممكن وإما واجب ، 
وهذه صفة ثانية ، ونحن نقول بأن وجودنا من باب الممكن ، وبأن وجود الله عز وجل 
من باب الواجب ، ونقول كذلك : الموجود إما أن يكون وجوده عينًا قائمة بنفسها ، او يكون صفة في غيره ، فالإنسان
 - مثلاً - عينٌ قائم بنفسه ، وعين الإنسان وسمعه وبصره وصف قائم بغيره ، إذًا فكل موجود لابد أن يتصف بهذه الصفات الثلاثة : « الوجودية »
، وكون وجوده واجبًا أو ممكنًا ، وكونه 
عينًا قائمة بنفسها أو وصفًا في غيره ، 
وهذا أمر لا يمكن إنكاره .

الضغط على هذا الرابط 
https://telegram.me/hussinnalii
او
الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس 
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او 

الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?

للاشتراك في قناة الفوائد من كتب السلف 
الضغط على هذا الرابط 
https://telegram.me/hussinnalii
او
الاشتراك في الصفحة الفوائد من كتب السلف على الفيس 
https://www.facebook.com/alfuad1437/
او 

الذهاب الى المدونة الفوائد من كتب السلف 
http://foad-alslf.blogspot.com/?

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق